نورلى طريق
اذا ما احببت ان اضئ لك الطريق دعنى اوجه لك خمس نصائح:
(1) آمن انه يوجد فصل آخر فى الروايه:
انت لست سنوات عمرك ، ولن يكون الفناء فى انتظارك حين تنتهى انفاسك
هناك الفصل الاهم فى الرواية حيث الاخرة والحساب ولقاء الله ، هناك سترى الميزان
وستتأكد من ان المؤشر ثابت فى المنتصف ، وان كثيرآ من الامور التى رأيت اعوجاجها
فى الدنيا ليست كما خيل لك ، وأن رضاك وجميل صبرك وحلمك ، لم يضيعا هباءآ منثورآ
فكلها فى كفة الحسنات ساكنة ثقيلة مؤثرة
(2) آمن بان الصورة ليست كاملة :
فربما يكون عدم توفيقك فى عمل تراه خيرآ خالصا ، كان شرآ لولا ستر الله ومنعك
من الوصول اليه ، تبكى وتتذمر ، والله قدر لك الاولى والافضل ، عبقرية النبى صلى الله عليه وسلم
تتجلى كاملة وهو يعلمنا الحديث :((اللهم انك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب.. اللهم انك تعلم ان هذا الامر خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة امرى فاقدره لى ويسره لى ثم بارك لى فيه)) .
(3) فرق بين الرضا والطموح :
الرضا ان تشعر بالشكر والامتنان لله على ما شاء وقدر مهما كان ، والطموح الا تقصر فى الاخذ بالاسباب نحو الوصول للغاية
والحلم والهدف، شخص واحد هو الذى يقف على منصة التتويج ، حاول ان تكون انت هذا الشخص عبر شحن مشاعر الحماس والهمة والطموح ، فاذا فعلت ما بيدك وبذلك كل جهدك ، ورغم ذلك لم تقف على المنصة ، فابتسم فى رضا عن نفسك وعن ربك ، وتأكد ان الله كتب لك الخير ، وربما كانت امامك فرصة اخرى فحاول ثانية ، الطموح هو الذى يقض مضجعك لتعمل وتفكر وتكدح، ويطرد من جفنيك النوم ، والرضا هو تلك النسائم الجميلة التى تهب على قلبك لتخبره ان هنيئآ لك ما انت فيه ..مهما كان.
(4) الرزق مسألة نسبية :
للاسف فى عالمنا المادى الرزق بالنسبة لنا يجب ان يترجم الى دراهم ودنانير ، ولا نعترف به الا اذا تحول الى رصيد فى البنك ،
وهذا يا هذا ليس ابدآ بالشئ الصحيح !.
(5) الله عادل :
ربما تكون فى هذه العبارة خلاصة ما قلناه ، فالعدل على رأس صفاته - جل اسمه -
وتقسيم الارزاق بيده لم يوكله لاحد ، وبنظرة سريعة الى صفوة خلقه من الانبياء سترى
انهم ليسوا الاغنى فى قراهم فضلا عن عالمهم ، ولم يسلموا من الاذى والضرر ، واصابهم من البلاء والشر الشئ الكثير ، ومع ذلك هؤلاء لا غيرهم - عليهم السلام - من علمونا مبادئ الرضا، والقناعة ،والشكر .
لانهم ادركوا جيدآ ان ما هم فيه - مع سعيهم لتغييره للافضل - ليس ظلما ولا عنادا من القدر ، وانما مشيئة من الله ، واختبار من اختباراته سبحانه ، ليرى أنكفر ونتذمر أم نكون من الصابرين الشاكرين .
قالوا: (قليل من الادراك السليم ، وقليل من التسامح ، وقليل من المرح ، وسوف تدهش عندما ترى كيف استطعت ان تريح نفسك على ظهر هذا الكوكب ...)
من كتاب " كم حياة ستعيش ؟ " لكريم الشاذلى .
تعليقات: 0
إرسال تعليق